بقلم : صاروخ
ليست نبوءات تلك الأحداث التي توقعها الكاتب القدير محمد الدويش، ولكنها خبرة السنوات التي جمع فيها الدويش حصاد عمل لإدارات تعاقبت على رئاسة نادي النصر، واحدة فقط هي من حققت النجاح، في الوقت الذي أخفقت كل الإدارات في تحقيق طموح الجماهير، باستثناء بطولة الأمير فيصل بن فهد، والتي تحققت في إدارة الأمير فيصل بن عبد الرحمن، في الوقت الذي كان الفريق الأول يصارع للبقاء في درجة الممتاز.
الحقيقة التي كان قد أخبر عنها الدويش لم تستند على غيبيات، بل جائت كاستنتاجات خبير في الشأن النصراوي، عكست صدقها نتائج فريق كرة القدم بدرجاته الأول والأولمبي، فتلك المقالات التي كانت تحذر من عمل ( لاعلاقة له بالاحترافية) لم تلقى القبول لدى الكثير وأنا منهم، فالحقيقة أن تلك النغمة لم تكن مستحبة في وقت كانت الجماهير قد بدأت تصنيف نفسها بين ( ممدوحي ووليدي وفيصلي )، وقتها كانت الجماهير تحتفل بالبطولات حتى قبل أن تنطلق منافسات الدوري، لاسيما وأنها كانت ترى أن عودة النصر لمنصات التتويج، لن تتحقق إلا بوجود شخص مثل الأمير فيصل بن تركي رئيساً لنادي النصر، وكان للجماهير ما أرادت وتحقق ذلك ( أقصد اختيار الرئيس وليس البطولات ) وحينها اعتبر البعض أن كحيلان هو البطولة الحقيقية .
توقع الدويش في إحدى مقالاته استقالة القريني والذي مافتئ الدويش يحذر من استمراره في إدارة الكرة بالنادي، مؤكداً في أكثر من مقالة أن السير في سياسة القريني سيكلف النصر الكثير، لاسيما أن تلك السياسة مخالفة لتوجهات واستراتيجيات بعض الأطراف النصراوية، والتي تسعى لتطبيق فكر أوروبي على مستوى الفئات السنية، وبالذات الفريق الاولمبي، حيث كان من المفترض أن يتم التعاقد مع مدرب أوروبي لهذا الغرض، وبتأييد من الأمير فيصل بن تركي و نائبه وكذلك الدكتور أيمن باحاذق العضو الداعم للفئات السنية بنادي النصر، إلا أن القريني رفض ذلك، وجلب للنصر مدرباً من أمريكا الجنوبية وهو الأرجواني فرناندو، والنتيجة ... النصر خسر البطولة.
لا أحد ينكر أن القريني كان أحد أسباب رحيل المدرب الأرجنتيني باوزا، إن لم يكن هو السبب الرئيسي بالفعل، إضافة إلى الخلاف الكبير الذي وقع بين المدرب الايطالي السابق زينجا والقريني، والذي أرغم الأخير على الاستقالة التلفزيونية الشهيرة، بعد أن بلغت الانتقادات ذروتها، ووصلت كما قال القريني إلى التهديد والقذف والشتم عبر الرسائل النصية الهاتفية، والتي كان يتلقاها من بعض أعضاء الشرف الذين ابتعدوا في آخر المطاف، ليس بسبب وجود القريني نفسه، ولكن لفداحة مايرتكبه القريني في حق النصر، وحق جماهير العالمي.
ولازلت أتذكر وصف الدويش لاستقالة القريني الشهيرة في برنامج المواجهة مع المذيع بدر الفرهود والتي لم يسبقه إليها إلا عضو مجلس إدارة نادي النصر السابق عبد العزيز الدغيثر، وأنها ليست سوى مسرحية هزلية لامتصاص الاحتقان النصراوي، والذي لم يقتصر على أعضاء الشرف، بل تجاوزه للجماهير، وكذلك الأقرع الإيطالي زنجا.
توارى القريني عن الأنظار، وعمل سالم العثمان مديراً مكلفاً لإدارة الكرة بالنادي حتى وإن كان ذلك شكلياً فقط، فعدم تدخل العثمان في عمل المدرب، أكسب الفريق أنضباطية لم نعهدها عليه في زمن القريني ، فلا إجازات، ولا كروت صفراء وحمراء، ولا مشاجرات وايقافات، والأهم في ذلك لم نعد نرى (خشمك .. خشمك ) ولي مع ( الخشم ) وقفة.
( الخشم ) باللهجة العامية ياسادة أو الأنف بالفصحى هو إحدى الرموز الشائعة في مجتمعنا البدوي الغالب، فيرى البعض أن ( الخشم ) رمزاً للكرامة، فيقال ( فلان اندق خشمه ) أي دق أنفه، ويقصد بها أهينت كرامته، وأحيانا يرتبط ( الخشم ) بالكرم، فيطلب شخص من آخر شيئاً، فإن كان كريماً ويستطيع تلبية طلبه رد عليه بلا تأخير ( على هالخشم )، بمعنى الموافقة والترحيب بالطلب، فيما يتسابق البعض على تقبيل أنف الضيف أو الرجل الكبير سناً وقدراً فيرددون أول اللقاء ( خشمك .. خشمك ) وقد يتسائل البعض! .. ماعلاقة الأنف أو ( الخشم ) بالنصر؟ فأجيب: أن العلاقة ذاتها نجدها بين بعض اللاعبين ومدير عام كرة القدم الغير مستقيل سلمان القريني، فأمور إدارة كرة القدم بالنادي تسير مرة وفق سياسة ( خشمك .. خشمك ) بين لاعبي الفريق ومدير الكرة، لدرجة أن المحترفين الأجانب يمضون أوقاتاً للتدريب عليها وتعلمها، ومرة أخرى تسير وفق سياسة ( على هالخشم ) فتنهال على اللاعبين الإجازات، ويحضى بعضهم بالاستثناءات في المعسكرات قبل المباريات، والمحصلة النهائية التي تخرج بها جماهير النصر ( دق الخشوم ).
( صاروخيات )
• ( قحص واتحاد الاحصاء ) كلاكيت ثاني مرة في لقب نادي العقد .. أوكي ياقحص!.
• عندما ربط الأمير فيصل بن تركي وجوده بوجود القريني لم تكن الثقة في القريني هي السبب! بل وحدها المكابرة.
• فريق يملك خمسة مهاجمين ( خارج الصندوق ) لا اعتقد أن بمقدوره تسجيل الأهداف إلا على طريقة حسين عبد الغني.
• ينتظر النصر في الفترة القادمة وحتى نهاية الموسم التزامات مالية كبيرة تتمثل في: التجديد مع سعد الحارثي ـ التعاقد مع جهاز فني جديد – سداد دفعات رزفان – وكذلك المدرب السابق زينجا – أيضا الجهاز الفني المساعد القديم – والتجديد مع بدر المطوع – والتعاقد مع ثلاثة محترفين اجانب بدلاً لماكين وبيتري وفيقاروا. والسؤال هو: من وضع النصر في هذه الأزمة؟
• الكتاب الرياضيون نوعان، نوع يمدحك ليأخذ منك، ونوع يشتمك ويسبك ليل نهار لتعطيه اتقاء شره، والصرامي من النوع الآخر، فتصريحاته الغير متزنه أحياناً والمتناقضة في أغلبها، تهدأ تارة وتثور تارة أخرى وتتحكم فيها الكاميرا.
• لاعب خط الوسط بنادي النصر سعد الحارثي (شخصياً لا أعتبره مهاجم ) خرج أكثر من مرة وصرح عبر القنوات أننا في عصر الاحتراف، لذلك على محبي سعد من جماهير النصر أن يتعاملوا مع عقد سعد باحتراف أيضاً، فالتجديد مع اللاعبين يتم وفق القيمة الفنية الحالية للاعب بعيداً عن العاطفة.