بقلم: عبد العزيز المحسن ـ بعد انتظار لمدة خمسين يوما تقريبا، صدر قرار لجنة الأخلاق بإيقاف محمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي والمرشح السابق لرئاسة الفيفا مدى الحياة عن مزاولة أي نشاط رياضي، وهو القرار الذي كان يعلمه ابن همام مسبقا، وذلك للتسريبات المتتالية منذ بدء التحقيق في القضية. رحل ابن همام بعد رحلة تطويرية في الكرة الآسيوية لا يمكن تجاهلها مهما حاول بعض المعادين له والمختلفين معه تشويهها والتقليل منها، فنتائج عمله باتت ظاهرة على الكرة الآسيوية وملحوظة لكل المنصفين الذين ينظرون للمتغيرات بشكل دقيق ومتمعن. ما فعله يراه المتحفزون لنهضة تطويرية للقارة الصفراء بقلوب بيضاء تتمنى ممن يخلفه أن يواصل نهجه ويطوره ويزيد عليه بما يحفظ شخصية الاتحاد الآسيوي التي تشكلت خلال فترة رئاسته بعد أن كانت هامشية وغيره معتبرة في محافل عديدة وتعد ثانوية لا قيمة لها بين رؤساء اتحادات أهلية لعقود طويلة
ـ هذه الشخصية القوية التي صنعها ابن همام والفكر التطويري الذي عمل على تحقيقه طور من البطولة القارية للأندية بعد أن كانت كل البطولات متساوية لا تختلف قيمة إحداها عن الأخرى، والآن أصبحت بطولة بمواصفات عالية يصعب تحقيقها على من تعود أن تكون مقترحاته أوامر ومحاولاته في تعزيز حظوظ فريقه بتحقيق لقب إحدى البطولات الثلاث متاحة. ذلك التغيير تواصل حتى على مستوى دوري الأندية المحلية، وهنا نضع الدوري السعودي مثالا، فالتغير ملموس ولو أنه بطيء بسبب عجز بعض اللجان والهيئات من مجاراة هذا التطور بسهولة بسبب ركونه لنظام ارتجالي دام لعقود طويلة راضخ تحت فزعة «الأرشيف». فالرجل وضع مواصفات ومقاييس للدول التي ترغب أن تواكب الاحتراف وهنا نحاول تطبيقها ومحاكاة الأنموذج الذي يريده.
ـ ربما البعض لا يعير هذه الأعمال اهتماما، ويتخندق في مواضع محدودة انتصارا لبعض القضايا الشخصية، فللرجل أخطاؤه وقد يكون القليل منها مؤثرا، لكن كفة عمله وتطويره ولمساته على الرياضة الآسيوية تعد شهادة «انتصار» لهذا الرجل وأراهن بأن الرئيس الجديد لن يحيد عنها لأنها خطة عمل جاهزة تحتاج إلى بعض الإضافات الإيجابية

