أهم الأنباء

عبد العزيز المحسن: الجلادون والنصر

Share


بقلم: عبدالعزيز المحسن 
في النصر تعرف الاختلافات على أنها خلافات، وللقضية أوجه كثيرة ومختلفة، فكل النزاعات الشخصية الدائرة حول هذا الكيان لا يتورع أصحابها في جر النصر معها لمزيد من الظلام والتدهور وزيادة الاحتقان. غالب المختلفين يضخمون خلافاتهم ويجعلون النصر غطاء لها، فهم كالأطفال عندما يغضبون ويريدون أن يثأروا لأنفسهم يقومون برمي كل ما يرونه في وجه خصومهم، لا يكتفون بحصر خلافاتهم فيما بينهم فحسب، بل يجعلون القاصي والداني يعلم بها ويتقاذفونها علنا. ومع كل هذا الصراخ المستمر لم يعد النصر، وكلما اقترب وضعوا خلافاتهم عوائق في مسيرة عودته، ليعودوا به للخلف كثيرا ليبدأ مسيرة عودة جديدة لا نعلم متى يتمها، فالصراعات النصراوية الظاهرة على السطح أصبحت على المكشوف، فلكل من ينتمي للنصر قضيته الشخصية التي أضر النصر بها، فمن الرئيس لأعضاء الشرف مرورا ببعض الإعلاميين، قضاياهم في الأساس شخصية بحتة، يضعون النصر الكيان غطاء كبيرا لها. كل هذه الخلافات لن تزيد النصر إلا نزفا وزيادة جراح على جراحه، فالجمهور ربما يتفق اليوم مع رئيس أو عضو شرف أو لاعب وأي كائن من كان، ولكن في الأخير ما يهمه هي عودة النصر كما كان. فلذلك، على كل من يصعد مشاكله الخاصة ويسطحها بمصلحة النصر أن يعي أن قضيته في الأخير خاسرة تماما، فعشاق هذا الكيان قضيتهم الآن هي عودة النصر، فالأسماء لا تهمهم كثيرا، ودعمهم لفلان من الناس لن يدوم طويلا عندما يخفق في تحقيق هدفهم المنشود. 

مشكلة النصر عندما يخرج من فكر المتشخصنين أنه يقع في يد الجلادين الذين أنهكوا قوامه بجلدهم، يجب أن يفهم كل من يعمل ويحب النصر، أن القسوة المفرطة لتصحيح مسيرة النصر المنحرفة لن تفلح بتاتا، وأنا هنا أجزم ولست أتوقع، فالنصر هو النادي الكبير الوحيد الذي يعامله كل عشاقه بقسوة جارحة خالية من مشاعر الحب والرحمة.

لا أقول كلاما عاطفيا ولكن واقعي، فربما يقسو المحب مرة، لكن القسوة المستمرة حتى في حق المفرط في خطئه خسارة ضارة، فكيف بناد كالنصر؟!
Tags:

تنويه:

نرجو من مستخدمي الموقع الكرام عدم إضافة أي تعليق يمس أو يسيء للأديان أو المعتقدات أو المقدسات. ونرجو عدم استخدام خدمة التعليقات في الترويج لأي إعلانات. كما نرجو ألا يتضمن التعليق السباب أو أي ألفاظ تخدش الحياء والذوق العام تجاه أي شخصيات عامة أو غير عامة.