أهم الأنباء

بتال القوس : ماذا بقي يا فيصل؟

Share
بقلم : بتال القوس
حتى اللحظة، أنجز الأمير فيصل بن تركي رئيس النصر عملا ممتازا في تحضير فريقه للموسم الجديد، بعد إتمامه تعاقدات ذات جودة عالية على الورق ويبقى الاختبار الحقيقي ميدانيا.

لن يواجه فيصل بن تركي هذا الموسم بانتقادات من نوع: من وين جبتوا هاللاعب، فاللاعبون الأجانب الأربعة يملكون سيرة رياضية ممتازة تجعل أحدهم مطمعا لبعض الفرق الأوروبية والخليجية، ويبقى توفيقهم أمرا لا يمكن التنبؤ به، فالتجارب محليا وعالميا تحكي عن نجوم عمالقة جاءوا بزفات كبيرة حين حضروا ولم يحالفهم التوفيق حين لعبوا.

لا يمكن لموضوعيٍ أمين وعادل، أن يقول الآن إن الشاب المتحمس ابن تركي اشترى للنصر السكراب هذا العام، فحسني وشوكت وأيوفي أساسيون في منتخبات مهمة وقوية ويملكون رصيدا ثريا في منتخباتهم والفرق التي لعبوا لها، ويمكن للأرجنتيني مانسو أن يكون مفيدا متى ما كان في حضوره الذي أعرفه قبل ثلاثة مواسم، رغم أن أرقامه في آخر موسم ليست بسوء يبعث التشاؤم، إذ شارك أساسيا في 15 مباراة كاملة وعشر أخرى كان بديلا أو يستبدل وكانت حصيلته هدفا واحدا وهو رقم ضعيف للاعب خلف المهاجمين، عوّضه بتمرير ثلاث عشرة كرة سُجل منها أهداف.

.. لا أعرف شخصيا مستويات الزبيدي وعوض خميس، لكن لاعبين في فرقهم السابقة، يمتدحون مستوياتهم، فيما أظن عبده عطيف صفقة رابحة قياسا على ما قدمه مع الاتحاد وتمسك كانيدا به إلى آخر لحظة.

أزعم أن فيصل في موسم زينجا أنجز صفقات مهمة جدا لكنها لم توفق ليس سوءا ولا ضعفا قدر أنها لم تلق الأجواء المناسبة للإبداع والعطاء، فتاهت بين ما تواجهه في الملعب وما تلقاه خارجه.

.. وبعد أن أدى رئيس النصر دوره على أكمل وجه قبل بداية الموسم المقبل، بخلق الاستقرار بجهاز فني متكامل من الموسم الماضي وإبرام تعاقدات لافتة، أعتقد أنه مطالب بقراءة تجاربه السابقة وتجارب الآخرين حتى يبتعد عن كل ما يغيب النجوم الذين دفع فيهم المال الوفير، وعليه أن يجلس إلى نفسه ومستشاريه وأجهزته الفنية والإعلامية ويبحثوا عن إجابة على السؤالين: ماذا بقي؟ وماذا يحتاج الفريق الآن؟.

سيجد الأمير الشاب خريج أعرق الجامعات الأمريكية، وعضو الوفد السعودي الدبلوماسي في مفاوضات لوكيربي، أن الإجابات سهلة وميسرة لا تحتاج عبقريا، ولا فلتة، ولا رجلا استثنائيا، أولها أن المتعاقد معهم يريدون تنفيذ بنود عقودهم بدقة وفي ذلك ما يبعث الارتياح ويدعو إلى العمل الجيد، وأول البنود صرف مرتباتهم في أوقاتها، وتوفير سبل الراحة في المسكن والملبس والمواصلات، هؤلاء يا فيصل يملكون موهبة يبيعونها لمن يدفع ويريدون في المقابل حياة كريمة لهم ولأسرهم الذين سافروا من أجلهم، أما الثانية فهي العمل وسط أجواء مريحة تزرع الثقة بهم ويستمدون منها العطاء والبذل، وهذا لن يحدث ما لم يكن القائد صادقا في وعوده، جسورا في مواجهة خصومه، ثابتا في الهزات، يقود ولا يقاد، ويشكل ذائقة جمهوره ويهديهم إلى الصواب، ينصرهم ظالمين بردهم إلى الحق، ومظلومين بالدفاع عن حقوقهم.

يا فيصل، وأرجو ألا أكون أثقلت عليك هذا الموسم، أما وقد تعبت وبذلت وصرفت لوحدك في هذا الموسم، فأظنك تعلمت في الجامعة وفي مسيرتك العملية في بعثة دبلوماسية عربية مهمة أن أي خطة عمل، توازيها خطة أخرى يسمونها الدعم اللوجستي، ولن تفعل ما تريد بالأماني، بل بالعمل والإرادة، فلا تحبط ما عملت بغض طرفك عن الخطة الموازية، أنجزت صفقات مهمة لن تنجح لوحدها بلا قائد، والقائد يتقدم الصفوف دائما ولا يترك فرصة للبحث عنه.
Tags:

تنويه:

نرجو من مستخدمي الموقع الكرام عدم إضافة أي تعليق يمس أو يسيء للأديان أو المعتقدات أو المقدسات. ونرجو عدم استخدام خدمة التعليقات في الترويج لأي إعلانات. كما نرجو ألا يتضمن التعليق السباب أو أي ألفاظ تخدش الحياء والذوق العام تجاه أي شخصيات عامة أو غير عامة.