أهم الأنباء

بتال القوس : ماتورانا وتويتر الرئيس

Share
بقلم : بتال القوس 

بعد مباراة واحدة فقط، أصبح ماتورانا مدربا فاشلا، وكومبواريه رائعا يجيد قراءة المباريات ويعيد الهلال إلى جادة المنافسة على لقب الدوري، وكأنه فقد الطريق رغم بقاء إحدى وعشرين جولة لم تلعب بعد.

العجوز الكولومبي ذو الملامح الخليجية يقود النصر منذ منتصف الموسم الماضي، طوال الصيف، يخطط ويناقش ويبرمج تحضيرات فريقه للموسم الجاري، ويسمي اللاعبين الأجانب، ويختار مانسو رغم بدانته، والإدارة تراقب عمله وأجهزته المساعدة وبرامجه وخططه وتدعمه.

ماذا كان ينتظر النصراويون ليعرفوا أن ماتورانا مدرب ناجح أو فاشل كما قرروا أخيرا؟ لا أعتقد أنهم انتظروا البرازيلي ويسلي يقفز في الستة ياردة الصفراء وسط حراسة قلبي دفاع النصر كمرافقي الشخصيات المهمة، لا مدافعي كرة القدم، ولا أظنهم انتظروا أن يتعامى مهاجمو النصر عن سبعة أمتار ونصف – عرض المرمى – ويختاروا التسديد في النقطة التي يقف عليها حارس الهلال الشاب، لا أعتقد أنهم انتظروا كل هذا ليعرفوا أن ماتورانا لا يصلح.

في الجهة الأخرى، وصل كومبواريه إلى كرسي المدرب الأول للهلال في وقت متأخر من الصيف، لم يلق قبولا في البداية ليس لسبب فني وليس لأنه لم يبدأ مهامه بعد، بل لأن بعض الهلاليين لم تستشرهم الإدارة قبل التعاقد، وعندما تعادل مع هجر وخسر لاحقا من الفتح، خرج المستشارون الذين لا يشارون يقولون: قلنا لكم.. الإدارة نائمة في الصيف، والريس مشغول بتويتر.

.. بعد ثلاثية السبت لم يسأل أحد أين كان الرئيس وبما هو مشغول، وتحول كومبواريه إلى مدرب عظيم نجح في مفاجأة النصر بياسر الشهراني وهو الذي شارك أمام الفتح أيضا وخسر الهلال.

لا غرابة أن تجد هذه الرؤى المتناقضة العشوائية رواجا في المدرجات، موقعها الطبيعي وسط العشاق الذين يحكمون بنبض القلوب لا فكر العقول، ولا غرابة أن يطلقها صحافي غير مؤهل، لكن الغريب أن تختفي المعايير الحقيقية للتقييم في عمل إدارات الأندية ومن يعتد بهم في قيادة المدرجات لا الانقياد لها، ويتحولون إلى صدى فقط لما تقوله الجماهير.

ماتورانا وكومبواريه، وجهان للقيادة في النصر والهلال، يعطيان مؤشرا على أن الاستماع للجماهير دائما، هو إنصات لعاشق مغرم يريد أن يرى معشوقه منتصرا، أما كيف فتلك عملية تمتلئ بالمتناقضات، ما يراه الجمهور صحيحا اليوم، سيراه عليلا غدا، والسبب نتيجة مباراة واحدة فقط، وحري بإدارة الناديين أن تعملا بعيدا عن هذه الرؤى المحتقنة والغاضبة والفرحة، لأن التقييم في مثل هذه الظروف لا يمكن أن يتصف بالموضوعية.

الآن يحتفل الهلاليون ويفخرون برئيسهم وخياراته ولاعبيهم، ويندب النصريون حظهم ويشتمون رئيسهم ولاعبيهم والحكم والصحافة والإعلام، تتغير الصورة لاحقا فينتصر الخاسر ويخسر المنتصر، وتنقلب كل هذه المواقف رأسا على عقب، لأنها كرة القدم مهما عملت من تنظيم إداري وهيكلي ومالي ومهما أبرمت تعاقدات مميزة، نتيجة مباراة واحدة تهدم كل شيء، وتعيد بناءه، وهنا يبرز القائد الذي يسوس جماهيره كما يسوس الساسة شعوبهم.
Tags:

تنويه:

نرجو من مستخدمي الموقع الكرام عدم إضافة أي تعليق يمس أو يسيء للأديان أو المعتقدات أو المقدسات. ونرجو عدم استخدام خدمة التعليقات في الترويج لأي إعلانات. كما نرجو ألا يتضمن التعليق السباب أو أي ألفاظ تخدش الحياء والذوق العام تجاه أي شخصيات عامة أو غير عامة.