أهم الأنباء

صالح الطريقي : حتى لا تلصق التهمة بالإعلام الرياضي فقط

Share
بقلم : صالح الطريقي

◄ أن تبدأ القضية بأن “ياسر القحطاني لا يستحق المنتخب فمستواه في الدوري لا يؤهله، وكان من المفترض أن يضم نايف هزازي”، من الطبيعي أن تنتهي بـ “هذا رأي يواجهه رأي آخر بأنه يستحق”، وكلاهما من حقهما التعبير عن رأيهما، وستنتهي القضية، وإن حاول البعض تكبيرها لن تتجاوز أن يستبعد “القحطاني ونايف” ويضع بدلا عنهما لاعبه المفضل.
◄ ولكن أن تبدأ القضية بأن انضمام قائد المنتخب بسبب أياد تعبث بالمنتخب، فأنت من المفترض أن تقدم أدلة تثبت هذا الفساد طالما القضية لم تعد رأيا بقدرات فنية، وأن يرد الآخر بأن هذا الشخص أفكاره تثير الضحك والسخرية، فنحن انتقلنا من حوار حول قضية إلى هجوم شخصي من طرفين، وسيتحول تلقائيا إلى صراع بين الشارع الرياضي، مع أن جميع المحاربين من الطرفين إن سألتهم بعيدا عن هذه الحرب هل تقبل مبادئك أن يتهم شخص بالفساد دون دليل ؟
◄ ستأتي الإجابة واضحة من الجميع “لن أقبل، لأني أخاف الله”، إذن ما الذي جعل المحاربين يتخلون عن مبادئهم، حين اختلف الطرفان في الرأي؟
◄ من المؤكد أن القضية مرتبطة بأزمة حوار، والغالبية لا يفرقون بين الرأي والتهمة، وأن من حقك أن تعبر عن رأيك، ولكن لا يحق لك أن تمس أخلاق الآخر، وتتهمه بالفساد دون أن تقدم دليلا ماديا.
◄ وهذا الخلط بين الرأي والتهمة سببه أن الغالبية لا ينطلقون من أن رأيهم ليس حقيقة أو هو الخير، ليصبح المعارض معارضا للحقائق أو ضد الخير، وكل هذا لأن الغالبية لم يتدربوا على الحوار، ولكن هل هذه الأزمة مرتبطة بالرياضة فقط، وبالتالي حلها داخل الرياضة؟
◄ من وجهة نظر شخصية الأزمة أكبر من الرياضة، فالحوار حين بدأ بين أساتذة جامعة “الدكتور البراك والدكتور المزيني”، وصل في النهاية للمحاكم لأن أحدهما شكك بأخلاق الآخر، كذلك الحوار بين داعية وأستاذ جامعة وصل إلى أن يقول الداعية: “إن قابلت الدكتور وجها لوجه، سأبصق عليه”، فهل هكذا حوار يختلف عن الحوارات الرياضية، ولماذا تلصق التهمة بالرياضيين والإعلام الرياضي؟
◄ خلاصة القول: إن أزمة الحوار لم تولد بالرياضة، فما يحدث بالرياضة ستشاهده في الحوارات الثقافية والسياسية والاقتصادية، وما أن يختلف المتحاوران إلا وتبدأ حفلة الشتم والتشكيك وأن الآخر فاسد.
◄ وكل هذا لأن مؤسسات المجتمع “وزارة التربية والتعليم” لم تدرب أفرادها منذ الصغر، كيف يتحاوران، وأن مهمتك في الحوار ليس المخالف، بل فكرته لتثبت خطأها، أو تنغلق على فكرتك وتحاول تقديمها بشكل مقنع، فقضيتك أن تقنع المشاهد أو الشارع ليتبنوا فكرتك، وليس من تحاوره؟
◄ ولأن هذا لا يحدث ستستمر هذه الأزمة ، ولن تحل وإن قيل “أسكتوا” ، فالمتحاوران قد يصمتا خوفا، لكن الأزمة ستعود مع كل حوار، وإن كان على “وش الطبخة اللي تحبها”، فتقول طبختك المفضلة، فيرد عليك الآخر “يا شيخ وش فهمك، أو أنت متخلف”.
Tags:

تنويه:

نرجو من مستخدمي الموقع الكرام عدم إضافة أي تعليق يمس أو يسيء للأديان أو المعتقدات أو المقدسات. ونرجو عدم استخدام خدمة التعليقات في الترويج لأي إعلانات. كما نرجو ألا يتضمن التعليق السباب أو أي ألفاظ تخدش الحياء والذوق العام تجاه أي شخصيات عامة أو غير عامة.