بقلم : منيف الحربي
- قبل سنين غنت فيروز : " مصر.. عادت شمسك الذهب " تحمل الأرض وتغترب، كتب النيل على شطه، قصص في الحب تلتهب.
- وهذه الأيام يردد جمهور العالمي : " نصر.. عادت شمسك الذهب " تحمل المجد وتقترب، كتب كارينيو بخطه، قصص في العشق تلتهب.
- مدرج الشمس لن يروي عطشه سوى التماع الذهب في أيادي الجيل الناهض والقادر بتوفيق الله على إعادة النصر لمنصات البطولات.
- فالأصفر رقم صعب في معادلة كرة القدم السعودية. يقول الأديب والناقد المعروف الأستاذ محمد العباس : " الابتهاج الصاخب بفوز النصر، الذي يشبه التظاهرة الجماهيرية يستحق قراءة سيو- ثقافية وسيكولوجية وحتى سياسية.. المفاجأة في الذين كشفوا عن نصراويتهم.
- ويكمل: مشجعو النصر كما ألاحظ من النخب الفاهمة الواعية العارفة بمعنى الانتساب لنادٍ عريق والولاء له إلى الأبد ولو حقق النصر البطولة, فسيظهر الخطاب الاجتماعي الضامر بشكل سافر وسنرى النخب تكشف بفصاحة عن نصراويتها التي تعادل مبادئها.
- وغير الأستاذ محمد العباس كتب كثير من المثقفين والرياضيين عن ظاهرة الحب النصراوي التي تفنن جمهوره بالتعبير عنها، كما كان الموضوع ذاته حديث الكثير من البرامج الرياضية عبر الخليج و تناوله بالتحليل معظم المطبوعات.
- إذاً.. النصر يمثل ظاهرة اجتماعية فوق ما هو حالة رياضية خاصة، وهو لدى كثيرين مواجهة الصدور المشرعة للريح والسماء التي لا تحمل سوى الحب أمام سلطة الإعلام طوال عقود من الجور والتحامل.. وعن هذه الجزئية ورداً على سؤال ملغم أجاب العباس: " الثنائية الجماهيرية الكروية موجودة في كل مكان، النادي الملكي مقابل نادي الشعب.. المسألة هنا منطقية من ناحية وتتجاوزها إلى تداعيات أخرى ".
- لا أقول هنا إن جماهير الأندية الأخرى لا تحب أنديتها أو تحبها بدرجة أقل مما يفعل جمهور الشمس ولا أوافق من يقولون إن سنوات الغياب أضفت على انتماء جماهير العالمي حالة من العشق, تزيدها تماسكا وسماكة أمام الظروف، كلا.. لكنها خصوصية حب استعصى على التحليل والتفسير.
- "كان" عشق جماهيره يثير الإعجاب والتعجب ولو عاود حضوره في المنصات, فسوف تتحول حالة التعجب لذهول ودهشة من مد العشق الجارف.


