أهم الأنباء

منيف الحربي : اعتذار للأحترام .. وللوطن ..!

Share
بقلم : منيف الحربي


أيها الاحترام نعتذر لك مقدما، فهاهو الشهر الفضيل (الذي تصفد فيه الشياطين) يعجز عن كبح دواخلنا المثقلة بالتعصب والإقصاء॥ أيها الاحترام، نعتذر لك॥ فشلنا في الصبر أسابيع قليلة (على الأقل) حتى نجد عذرا لانتهاك حدودك.. فها نحن في قمة الهدوء وبعيدا عن سخونة المنافسات نختلق قضية من لا شيء ونشعل الساحة بثقاب العنصرية الذي لا يحتاج سوى نفحة من وقود الجهل !



أيها الوطن نعتذر لك.. فما هكذا تكافأ الأوطان.. نعرف أن العالم المتحضر وصل خلال النصف قرن الأخير إلى مرحلة متقدمة من نبذ العنصرية ومحاربة كافة أشكالها، وأن نبي الرحمة قال قبل 1400 سنة «دعوها فإنها منتنة» وأن أخلاقيات الرياضة تنبذ مثل هذه الأساليب البغيضة.. ومع ذلك لا نستطيع التسامي ومخالفة الهوى..!

قبل أيام تم الإعلان عن «حملة الاحترام» للموسم المقبل، وكان المنتظر أن يكون لشهر الخيرات أثره في تهيئة المناخ لتطبيق مبادئها على أرض الواقع، وشخصيا كتبت عن خشيتي من الأثر السلبي لبعض أعضاء الشرف، ولم يخطر في بالي أن يكون «رياضي» و«أكاديمي» هو أول من يرفع المعول في وجه الاحترام!
لم ينتقص أحد من الفرنسيين زيدان الذي حقق كأس العالم لبلده.. كما أن القوانين الرياضية المشددة تمقت وتحارب أبسط أشكال وتعبيرات العنصرية حتى لو كانت مجرد « تقليد أصوات حيوان» فكيف بمن ينطقها صريحة ويصر عليها؟
عذرا حملة الاحترام.. عذرا لكل أجيال الوطن القادمة التي ستعاني من تناقضاتنا ونكوصنا المزمن، ورحم الله أبا الطيب المتنبي الذي يقول: (وفي تعبٍ من يحسد الشمس نورها.. ويجهد أن يأتي لها بضريب)!!


نقاط :
- المصدر المسئول الذي تتالى بياناته الغريبة هو في الواقع «مسأل مصدور» لأن اللغة التي يخاطب بها الآخرين لا تلاؤم عصر الانفتاح الإعلامي والتقدم الذي وصلت إليه المجتمعات.. أسلوب متخلف لا يمكن أن يحقق أدنى فائدة سوى جر الوسط الرياضي لسجالات مزعجة وإشغاله بحروب سطحية.



- موقف الزميل نبيه ساعاتي وهو يعتذر عن الكتابة طالما يشغل موقعا رسميا في نادي الاتحاد ينم عن حس إعلامي رفيع وتقدير للمسؤولية واحترام للمهنة.


- خسارة منتخبنا الشاب من نيجيريا ستكون بإذن الله مفيدة للمدرب القدير خالد القروني وهو يواجه البرازيل في دور الـ16 نحو مزيد من الحضور المتألق، خاصة والطموحات المغايرة هي التي دفعت المدرب للمغامرة الهجومية في الشوط الثاني نظرا للحسابات المتاحة.


- لو تعرض فريق آخر غير الهلال لمثل ما حدث من تخاذل رادوي في نهاية الموسم ومغادرة كالديرون، وذهاب المحياني وعرض العين لياسر ومسلسل عزيز، لأصبحت هذه الحكايات قصصا تعرض ليلا ونهارا في وسائل الإعلام، لكنه الذكاء الأزرق في الاحتواء والتفسير !

Tags:

تنويه:

نرجو من مستخدمي الموقع الكرام عدم إضافة أي تعليق يمس أو يسيء للأديان أو المعتقدات أو المقدسات. ونرجو عدم استخدام خدمة التعليقات في الترويج لأي إعلانات. كما نرجو ألا يتضمن التعليق السباب أو أي ألفاظ تخدش الحياء والذوق العام تجاه أي شخصيات عامة أو غير عامة.