أهم الأنباء

بتال القوس : الأريب سامي..

Share
بقلم : بتال القوس 
الصديق الأريب سامي الجابر، كان عنوانا عريضا بعد نهاية مباراة فريقه أمام الأهلي في نصف نهائي كأس الأبطال، استحوذ على اهتمام المتصيدين، والمحبين، والمحايدين. 

وليس بجديد على الجابر ذي التاريخ الطويل مع الكرة، لاعبا مهما، وإداريا أتم عامه الرابع، أن يتصدر اسمه النقاش، فمذ شب وهو محل الاهتمام الإعلامي، ومحور حديث لا ينتهي في الشارع الرياضي الشعبي. 

.. مع الجابر نفسه كان لي أحاديث طويلة، بعضها رسمي في الإعلام على مرأى ومشهد ومسمع، وبعضها ثنائي لا عين رأت ولأ أُذن سمعت. وفي كليهما كان سامي الرجل الذكي، يعرف جيدا كيف ينتقي مفرداته، وتوصيل رسائله بدقة متناهية تستحضر معها وصف رؤوف خليف ''بالملي يا حبيبي بالملي''. 

تعجبني ثقة الجابر بقراءته لمستقبله حتى أشك أنه يقرأ الطالع، وتأسرني لغته الطموحة في التخطيط لقادم أيامه حين يقرنها بتجارب مبرزين حول العالم يشبهونه في المشوار الرياضي، وبعض التفاصيل، وقليل من الحظ. واعترف أنه يضخ فيَّ شحنات إيجابية وأنا المهووس بالمستقبل. 

في مطلع الموسم اختار الجابر أن يغير اتجاهه من الإدارة الرياضية إلى التدريب، فلم يعتمد على اسمه، بل ذهب إلى معقل الكرة في لندن وعاد بإجازة تتيح له توقيع عقد قيادة أي فريق يلعب كرة القدم، هذه واحدة. 

في منتصف الموسم لم يعد سامي يظهر في المشهد الأزرق كما كان قبلا إبان عهد جليسه ونديمه جيريتس، وهذه ثانية. 

في آخر الموسم بدأت أشعر من أحاديث ما لا عين رأت ولا أذن سمعت أن الصديق الأريب يشعر بالملل من شيء ما وأن في فمه ماء، وهذه ثالثة. 

في نهاية الموسم الأزرق محليا طرد سامي من مقاعد البدلاء، وهذه رابعة في العدد. 

أما والحال ما فصلت يا سامي، فعن الأولى أقدم ولا تخف، ولكن عليك أن تنسى سامي اللاعب الكبير رمز الهلال ومعشوق جماهيره. ولا يخفى عليك - وأنت ذو اللب الحاذق الفطين - أن اسمك وتاريخك الطويل لن يؤكلك خبزا في التدريب. أنت هنا سامي جديد، في طريق جديد، عليك أن تكتسب آليات المرحلة، وتدلف إلى تفاصيلها وتبدأ السلم من الدرجة المناسبة لخطواتك وقدرة عضلاتك على التمدد. 

وأما الثانية، فأفصح، أفصح عما بداخلك لرئيسك، لا تقل قلت وما قلت، لا تقل حذرت وما سمعوا، بل قدم ورقة عمل للتاريخ تبقى وإن رحلت، تحمل التقييم والتقويم، واجلس إلى رئيسك وصارحه بكل شيء، وحذار الوسطاء بين الرئيس والمرؤوس، فذاك درب يورث الندامة. 

وأما الثالثة، فلست لك فيها من الناصحين، وأنت خير من يختار متى يتحدث ومتى يصمت، حتى ظننتك في مرات كثيرة إعلاميا ممارسا ودارسا، ولو كان الإعلام يؤكل عيشا لطالبت بك في زمرته، وأحمد الله أنك تركته للكادحين مثلي ومن هم على شاكلتي ولم تزاحمنا فيه. 

وأما الرابعة يا سامي، فاسأل نفسك قبل أن تسأل، لماذا طردت؟ ولماذا كنت منفعلا؟ إن كنت قلت ما يقولون وينقلون عنك، فقل آسف وكفى، وإن لم تقل ما قالوا عنك ونقلوا، فاخرج وقل لنا ماذا قلت، ولا يصغرك أسفك حينها بل تكبر به، ولا يضرك بل يزيدك. 



Tags:

تنويه:

نرجو من مستخدمي الموقع الكرام عدم إضافة أي تعليق يمس أو يسيء للأديان أو المعتقدات أو المقدسات. ونرجو عدم استخدام خدمة التعليقات في الترويج لأي إعلانات. كما نرجو ألا يتضمن التعليق السباب أو أي ألفاظ تخدش الحياء والذوق العام تجاه أي شخصيات عامة أو غير عامة.