أهم الأنباء

صالح الطريقي : بدر السعيد.. اللاعب.. الاحتراف

Share
بقلم : صالح الطريقي 

من جديد يسمح الشارع الرياضي للمتعصبين بسرقة القضايا لمناقشتها بطريقة سطحية، فيتم تصفية حساباتهم مع بعض المتعصبين الآخرين، فتمضي هذه القضية دون كشف الأسباب التي أدت لظهورها، لنحلها حتى لا تعود لنا من جديد.
كقضية المنشطات التي تعود لنا بين حين وآخر، وبدل أن تكون خبرا عاديا يأتي هكذا “تم إيقاف اللاعب أحمد عباس لمدة عامين/ أربعة أعوام، لتعاطيه المنشطات”، دون أن ينقسم الشارع الرياضي “بسبب المتعصبين”، نجد أنفسنا نعود لاجترار كل القضايا الماضية، لأن كل القضايا الماضية ناقشها المتعصبون أو نوقشت بسطحية فيقال “علينا أن نوعي اللاعبين المحترفين بخطورة المنشطات وأن نثقفهم”، وكأن اللاعبين مازالوا هواة يحتاجون لوصي عليهم، أو يحدثنا أحدهم عن أزمة الاحترافية لأن البعض تعامل مع “تغريدته” دون أن يعرف الأنظمة والقوانين، فيما هو ـ أمين عام اللجنة السعودية للرقابة على المنشطات بدر السعيد ـ ينتهكها، إذ أكد رئيس اللجنة السعودية للرقابة على المنشطات الدكتور صالح قنباز أن هناك اتفاقا بألا يصدر من اللجنة قرار وأن يكون القرار صادرا من لجنة التأديب، وأن هناك 62 حالة سابقة للمنشطات تمت قبل قضية “أحمد عباس”، ولم يعلن “بدر السعيد” على صفحته “بتويتر” عن أي حالة ليؤكد أنه لا يتعمد أحدا محددا.
أعود للاعب وذاك الطرح الساذج الذي يطالب “بتوعيته وتثقيفه”، لأقول: إن مثل هذا الطرح يحاول تبرئة أو على أقل تقدير التبرير للاعب وأنه ضحية “الجهل”، ولكن من المسؤول عن هذا الجهل؟
دعونا ننظر للقضية من زاوية أخرى طالما أننا نتحدث عن مصطلح “الاحتراف” وهو يعني أن هذا الشخص تحول من شخص هاو إلى موظف مهنته “لعب كرة القدم”.
تخيل عزيزي القارئ أن يرتكب موظف/مهندس/ طبيب خطأ بالإجراءات التي يفرضها قانون مهنته، فكتب أحدهم أن علينا توعية أو إقامة ندوات توعوية للموظف/المهندس/الطبيب بالقوانين التي تفرضها مهنته؟
ألن يقال: عليه أن يحفظها ويطبقها ليحافظ على مهنته حتى لا يرتكب خطأ ينتج عنه فصله وضياع حقوقه المالية؟
كذلك اللاعب المحترف علينا أن نتعامل معه بنفس الطريقة، فهو موظف “عمله لعب كرة القدم” ويوقع عقودا ويستلم مرتبات، وعليه هو أن يعرف كل الإجراءات والأنظمة والقوانين “والمنشطات المحظورة” التي إن خالفها سيعاقب، ليحافظ على عقده وحقوقه المالية ومستقبله.
أما إن أصر أن يحتفظ بجهله بكل هذه الأمور، فهو لا يستحق أن يكون محترفا/موظفا، وبالتأكيد لا يستحق العقود التي تصل لعشرات الملايين والمرتبات الشهرية التي تصل لعشرات الآلاف، وعلينا ألا نبرئه أو نبرر له بتلك الطريقة، فهو المسؤول الوحيد عما جرى له كما يحدث للموظف/المهندس/الطبيب حين يخالف قوانين وأنظمة مهنته، يتم فصله وتسقط حقوقه المالية، وإن بدا أن رئيس النصر متجه لصرف باقي العقد والرواتب المتبقية للاعب “أحمد عباس” كمكافأة على مخالفته لأنظمة وقوانين اللعبة وإضراره بنادي النصر.
Tags:

تنويه:

نرجو من مستخدمي الموقع الكرام عدم إضافة أي تعليق يمس أو يسيء للأديان أو المعتقدات أو المقدسات. ونرجو عدم استخدام خدمة التعليقات في الترويج لأي إعلانات. كما نرجو ألا يتضمن التعليق السباب أو أي ألفاظ تخدش الحياء والذوق العام تجاه أي شخصيات عامة أو غير عامة.