أهم الأنباء

بتال القوس : تكريم .. وإقالة

Share
بقلم : بتال القوس 

تبدو الحاجة ماسة لإنشاء اتحاد الإعلام الرياضي أكثر من أي وقت مضى، مع تزايد الحالات الإيجابية والسلبية التي قد يُعنى بها هذا التجمع، فيما لو وجد، ومع غياب هيئة الصحفيين السعوديين عن ممارسة هذا الدور المنتظر.

قبل شهر، أُقيل الزميل عادل الزهراني من عمله في القناة الرياضية السعودية، دون تحقيق أو مساءلة، فاق من نومه ووجد نفسه بلا دخل شهري ولا وظيفة، ولم يسأل عنه أحد إلا أصدقاؤه المقربون. أشعر بالألم الذي يشعر به الزهراني، وسبق أن وضعت في الموقف نفسه مرتين، وفي المرتين أيضا لم يسأل عني إلا الأصدقاء الأوفياء، كانت كلماتهم ووقفاتهم بلسما يحاول تطبيب جروح غائرة.

أحترم قرار القناة الرياضية ومسؤوليها، وليس من الحكمة أن أذهب إلى معارضته أو الموافقة عليه، كما أن تعامل عادل مع وأثناء قضيته، قرارات شخصية تحتمل الخطأ والصواب، والمشكلة برمتها سهلة بسيطة، يمكن حلها لو تدخلت هيئة مثل الاتحاد الرياضي للإعلام أو هيئة الصحافيين.

.. وقبل أيام أصدر الكاتب المخضرم الصحافي تركي الناصر السديري كتابه: "الإسلام والرياضة" وهو كتاب بحثي حوى توثيقا وسردا مؤصلا تفتقده المكتبة الرياضية، وحاز جائزة مهمة تستحق الفخر في معرض الرياض الأخير، فكرمه نادي الهلال بمبادرة شخصية من شرفيه الأمير بندر بن محمد، ولم تسأل عنه هيئة الصحفيين ولو برسالة تهنئة تحمل عبارات رقيقة.

تكريم الهلال للسديري، عمل إيجابي في مجمله، سمح غياب الاتحاد الرياضي للإعلام بمرور إشارات سلبية تذهب إلى تصنيف العلاقة بين الصحافي والنادي، وتستحضر تجارب قريبة تجاوزها التكريم ذاته من الجهة ذاتها أو ما يشابهها، فالزميل الصحافي فارس الروضان تغنى برموز الهلال بعذوبته وعباراته الشاعرية في كتابه الموسوم بـ "اذكريني كلما فاز الهلال"، والزميل الصحافي طامي السميري زف للمكتبة الرياضية كتابا جميلا قرأ فيه ماجد عبد الله بطريقة مختلفة ووقعه تحت عنوان: قراءة وتأمل في أسطورة الكرة السعودية.

لست بصدد المقارنة بين الكتب الثلاثة، فالفروق بينها واضحة، والاستشهاد بها يشير إلى أن دورا مفترضا ما، غاب عن المشهد، ولعبته جهات أخرى.

أعرف تجارب حاول فيها زملاء بجهود فردية القيام بدور الاتحاد الرياضي للإعلام الرياضي ضمن مجهوداتهم الصحافية الأخرى، مثل ملتقى الإعلاميين في الرياض، الذي كافح فيه الزملاء لإيجاد مظلة تجمع الصحافيين السعوديين، وبقيت جهود فردية تفتقد المؤسساتية.

فصل الزهراني وتكريم السديري، نموذجان فقط، والقضايا المشابهة لهما كثيرة، تتطلب التفكير جديا في إنشاء اتحاد للإعلام الرياضي، يكون مسؤولا عن تنظيم العلاقة بين المؤسسات الإعلامية ورجال الإعلام الرياضيين، يحتفي بهم، يسأل ويدافع عنهم، يفتح نوافذ جديدة للحوار، يخلق سياسات موحدة تجاه القضايا الرياضية الوطنية مثل ترشح المدلج لرئاسة الآسيوي، ويذهب إلى مناصرة المهنة لا الأندية ويحتضن المواهب الشابة قبل أن تلوثها أيدي المتسللين إلى الصحافة، ويوجد معايير واضحة لمن يريد الانتماء للمهنة.
Tags:

تنويه:

نرجو من مستخدمي الموقع الكرام عدم إضافة أي تعليق يمس أو يسيء للأديان أو المعتقدات أو المقدسات. ونرجو عدم استخدام خدمة التعليقات في الترويج لأي إعلانات. كما نرجو ألا يتضمن التعليق السباب أو أي ألفاظ تخدش الحياء والذوق العام تجاه أي شخصيات عامة أو غير عامة.